تاريخ الجامعة
انطلقت الجامعة باسمها الجديد (جامعة القصيم) حاملة إرثًا أكاديميًّا وبحثيًّا يمتدّ إلى أكثر من أربعة عقود في المنطقة إذ إنَّ بعض الكليات استقبلت طلابها منذ العام 1401هـ. أُنشِئت الجامعة تنفيذًا للخطة الوطنية في توسيع التعليم العالي والجامعات، وصدر القرار السامي ذو الرقم 22042/ب/7 بإنشاء جامعة القصيم في العام الدراسي 1424 / 1423هـ وكانت حينها تشتمل على سبع كليات تابعة لفرعي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود في منطقة القصيم، وبهذا أصبحت الجامعة الأولى في المنطقة.
وتعدُّ جامعة القصيم من أوائل الجامعات الحديثة، بعد الجامعات السبع، من حيث النشأة والتطور والتوسّع وتحقيقًا لتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين للنهوض بالعملية التعليمية، قد فتحت كليات جديدة؛ نظرًا لتزايد أعداد خريجي الثانوية العامة في جميع مناطق القصيم. ارتفع عدد الكليات في العام الجامعي 1428/1427هـ؛ نتيجة لضمِّ كليات المعلمين وكليات التربية للبنات في مدن منطقة القصيم (وعددها تسع كليات) إلى الجامعة. كما شهد العام الجامعي 1429/1428هـ ضمّ وإعادة هيكلة الكليات الصحية (وعددها أربع كليات) والتي كانت تابعة لوزارة الصحة، كما استمر التوسّع في إنشاء الكليات الجديدة في جامعة القصيم ليصل العدد إلى (38) كلية موجودة في (12) محافظة في منطقة القصيم إضافة إلى المقر الرئيس في المدينة الجامعية بالمليداء، بالإضافة إلى عمادة الخدمات التعليمية المشرفة على السنة التحضيرية وعمادة خدمة المجتمع المشرفة على برامج الدبلومات المختلفة وتتوزّع كليات الجامعة على مختلف مناطق القصيم.
لم تقتصر جامعة القصيم على الأساليب التقليدية في التعليم، بل أسست عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد لمواكبة التطورات العلمية والتقنية، وتسهيل وصول فرص التعليم العالي للطلاب والطالبات، بما يعزز مواصلة مسيرتهم الأكاديمية نحو مستقبل أفضل.
وفي عام 2024م أقرّ مجلس شؤون الجامعات الهيكلة الشاملة للجامعة، في خطوة استراتيجية تمثل مرحلة جديدة نحو التميز ومواكبة متطلبات نظام الجامعات الجديد. وتهدف هذه النقلة إلى تعزيز كفاءة الإدارة والأداء، وتلبية احتياجات سوق العمل، والاستثمار الأمثل لمقرات الجامعة أكاديميًا وبحثيًا، بما يسهم في دعم التنمية المستدامة بالمنطقة. ومن أبرز مخرجات الهيكلة دمج عدد من الكليات لتصبح الجامعة مكوّنة من 17 كلية تقدّم برامجها في المقر الرئيس بمدينة بريدة، إلى جانب فروعها في عدد من محافظات المنطقة.
وقد كان للدعم الكبير من حكومة المملكة أثرٌ بارز في تحويل الجامعة إلى صرح عصري يضم أكثر من 66 ألف طالب وطالبة من داخل المملكة وخارجها، يمثلون أكثر من 80 جنسية حول العالم.
وتواصل جامعة القصيم اليوم تعزيز مكانتها بين مؤسسات التعليم العالي في المملكة، من خلال تطوير مناهجها ومقرراتها، وتوفير بيئة أكاديمية محفزة، وإجراء البحوث والدراسات العلمية المرتبطة باحتياجات المجتمع والتنمية الوطنية.