مرحبا بك في صفحة البحث

ستجد كل ما تبحث عنه

سمو أمير القصيم: تجربة المملكة في مواجهة كورونا أضافت قيم إنسانية ومفاهيم مبتكرة في إدارة الأزمات

سمو أمير القصيم: تجربة المملكة في مواجهة كورونا أضافت قيم إنسانية ومفاهيم مبتكرة في إدارة الأزمات

أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، أن قيادة المملكة العربية السعودية  -حفظها الله- قد كثفت جهودها في مكافحة فيروس كورونا منذ ظهوره، وجعلت نصب عينيها وجل اهتمامها منصبًا على صحة المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، وأضافت تجربة المملكة في مواجهة الجائحة قيم إنسانية ومفاهيم مبتكرة في إدارة الأزمات.

 

جاء ذلك خلال رعاية سموه للمؤتمر العلمي الذي أقامته الجامعة، اليوم الأربعاء الموافق 8 / 4 / 1444هـ، بعنوان "جهود المملكة في مواجهة جائحة كورونا: التحديات والاستراتيجيات"، والذي يهدف إلى إبراز جهود المملكة في التصدي للجائحة والإجراءات والتدابير التي اتخذتها في هذا الشأن ودراستها بشكل علمي موسع من خلال عدد من الأبحاث والأوراق العلمية التي أعدها الباحثون من داخل الجامعة وخارجها.

 

وأوضح سموه أن المملكة قدمت للعالم أنموذجًا يحتذى به في تعاملها مع تداعيات الموقف صحيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا متفردًا بقيمه الإنسانية، وإلى أبعد من ذلك امتدت جهود المملكة على المستوى الإقليمي والعالمي لتساند الجهود الدولية في حماية ملايين البشر من خطر الجائحة التي عصفت بالجميع دون استثناء، مشيرًا إلى أن جهود حكومة المملكة قد تميزت باتخاذ عدد من التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية اللازمة، شملت تعليق السفر الجماعي، وتوقيف كافة الرحلات الجوية الدولية والداخلية بصورة مؤقتة، وحظر التجوال، وتحول التعليم وممارسة إدارة الأعمال إلكترونيًا لتكون عن بعد بالاعتماد على التقنيات الحديثة.

 

وأضاف سمو أمير القصيم، أن تلك الجهود تركزت على رفع مستوى جاهزية المستشفيات إلى الحدود القصوى، وإنشاء وحدات عزل منفصلة للمصابين لوقاية المجتمع من انتشار العدوى، إضافة إلى تعليق مناسك العمرة وتقييد إقامة فريضة الحج لتكون بأعدادٍ محدودةٍ جدًا، ناهيك عن توفير العلاج المجاني للمصابين بالفيروس لجميع المواطنين والمقيمين وحتى غير النظاميين منهم دون أي عواقب نظامية وبغض النظر عن أوضاعهم القانونية مراعاةً للظروف الصحية الطارئة وكحالة إنسانية استثنائية، كما أنشأت مراكز ثابتة ومتنقلة للفحص والكشف عن الفيروس عن طريق حجز موعد مسبق عبر تطبيق "صحتي"، بهدف الوصول إلى الأحياء والمناطق العمرانية الكبيرة وخاصة الشعبية منها المكتظة بالسكان من المواطنين السعوديين وغير السعوديين، وغير ذلك من الإجراءات الاحترازية والوقائية، علاوة على إطلاق تطبيق "توكلنا" لمنح التصاريح إلكترونيًا خلال فترة منع التجول، ولإثبات حالات التحصين ضد الفيروس.

 

وأردف: من جانب آخر، نفّذت حكومة خادم الحرمين الشريفين حزمة إجراءات بمليارات الريالات بهدف التحفيز الاقتصادي الشامل والمتكامل، مقدمةً ضمانات مالية كبيرة لتغطية مدخولات المواطنين المتضررين العاملين في منشآت القطاع الخاص التي تعثرت أو توقفت أنشطتهم بسبب الجائحة، كما سمحت لأصحاب الأعمال بتأجيل دفع ضرائب القيمة المضافة، والإنتاج والدخل لمدة ثلاثة أشهر، إضافة إلى تقديم باقة دعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والناشئة لجبر ودفع الضرر عنه.

 

وقال سموه: كان للمملكة دورها البارز في توحيد جهود المجتمع الدولي بهدف تجاوز تداعيات الأزمة وآثارها السلبية، وفي هذا السياق جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله - لعقد قمة استثنائية لمجموعة العشرين، كما قدمت الدولة حزمة من المساعدات والمستلزمات الصحية والمعدات الطبية لبعض الدول، تمثلت في أجهزة تنفـس صناعي ومضخات وريدية، وأجهزة صدمات قلبية، وأجهزة لمراقبة الحالة الصحية للمرضى، وكذلك أجهزة خاصة بمضخات المحاليل.

واستكمالاً للجهود الطيبة والخطوات المباركة التي قامت بها المملكة منذ بداية الجائحة، وإنفاذًا لتوجيهات القيادة الحكيمة.. تواصل وزارة الصحة استكمال تقديم جرعات التطعيم ضد الفيروس وتحوراته مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين، من خلال الحجز المسبق في تطبيق "صحتي"، حيث تم تخصص مراكز لتقديم الخدمة في مختلف مناطق المملكة، في الوقت الذي تواصل فيه الأجهزة المعنية بالصحة العامة رصد معدل حالات الإصابات بشكل يومي ومتابعة مدى الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية بهدف تحصين المجتمع والقضاء على الجائحة بشكل تام، تماشيًا مع برنامج التحول الصحي ومستهدفات رؤية المملكة 2030.

 

من جهته، رحب معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود رئيس جامعة القصيم في كلمته خلال المؤتمر بالرعاية لسمو أمير المنطقة، وأكد: أن تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر يأتي من منطلق حرصها على إظهار ما قامت به مملكتنا بقيادتها الرشيدة – حفظها الله – من جهود تجاه تلك الجائحة في الاحترازات الوقائية والخدمات الصحية والعلاجية، والتعريف بما تحقق من نجاحات تجاه سير العملية التعليمية في جميع المراحل، وكذلك التعريف بالجهود الأمنية، والتوازن المعتدل في الجوانب الاقتصادية، والقدرة على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الأجهزة الذكية، وما برز من مستجدات في الجوانب القانونية والتنظيمية، بالإضافة إلى إسهام القطاع الخيري والوعي المجتمعي في مواجهة تلك الجائحة.

 

وقال معالي رئيس الجامعة: إن النجاحات التي حققتها المملكة في التعامل مع الجائحة محليًا ودوليًا هي دليل حاضر على ما تتمتع به من قدرة فائقة في إدارة هذه الأزمة والسيطرة عليها، حيث سخرت المملكة كل الإمكانات وبذلت جهودًا متواصلة على جميع الأصعدة، لتضمن حياة كريمة للإنسان في بلد الإنسانية، مع ما قام به رجال هذا الوطن المعطاء ونسائه من تضحيات، حيث كان ذلك كله سببًا –بعد توفيق الله- في تفوقنا على دول متقدمة تجاه تجاوز هذه الجائحة بكل اقتدار، وما الوقائع والإحصاءات إلا شاهدًا على ذلك.

 

وأضاف: إننا من خلال هذا المؤتمر نعلم يقينا أننا لن نحيط بكل تلك الجهود الكبيرة والمنجزات المتعددة التي تحققت على أرض مملكتنا الغالية بواسطة أبنائنا وبناتنا من قطاعات مختلفة، ولكن هي محاولة لتسليط الضوء على أبرز النجاحات والمكتسبات.

 

 

بعد ذلك تحدث سعادة وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور خالد باني، قائلًا: إن الجائحة اجتاحت العالم بأسره وتسببت بحصول خسائر بشرية ومادية كبيرة، وقد تباينت جهود الدول في مواجهة الجائحة ومكافحتها وتقليل آثارها السلبية، إلا أن المملكة العربية السعودية، وبتوفيق من الله عز وجل، كان لها قصب السبق في التعامل الأمثل مع الجائحة، وتوثيقا لتلك الجهود الجبارة التي صارت محط أنظار العالم بأسره، فقد ارتأت الجامعة إبراز تلك الجهود العظيمة ودراستها بشكل علمي موسع من خلال عقد هذا المؤتمر، حيث انطلق فريق العمل ممثلاً باللجنة التنظيمية للمؤتمر واللجان التنفيذية له منذ وقت مبكر ليعمل جاهدًا من خلال ما سخرته له الجامعة من إمكانات لعقد وإقامة هذا المؤتمر.

 

وأشار رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، إلى أنه قد تم تحكيم أكثر من 29 بحث علمي تغطي جميع محاور وأهداف هذا اللقاء العلمي بمشاركة 19 متحدثًا رئيسًا وعدد من المتحدثين غير الرئيسيين على 6 جلسات للمؤتمر، متمنيًا للمشاركين والباحثين مؤتمرًا علميًا ناجحًا، مقدمًا الشكر لضيوف المؤتمر والمنظمين له والمشاركين في جلساته، وكافة الإدارات المساندة بالجامعة.

02 نوفمبر 2022