الأمير فيصل بن مشعل: مركز التنمية المستدامة جسر متين يعنى بخدمة المجتمع تنموياً
ترأس صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز –
نائب أمير منطقة القصيم – رئيس المجلس الاستشاري لمركز التنمية المستدامة بجامعة
القصيم, الاجتماع الأول للمجلس وذلك ظهر أمس الأثنين بالمقر الرئيس للجامعة.
وقد
ثمن سموه في تصريح صحفي موافقة خادم الحرمين الشريفين على إقامة هذا المركز الذي
يعد الأول من نوعه على مستوى الجامعات السعودية كنواة حضارية تستشرف آفاق
المستقبل.
ووصف سموه المركز بالجسر المتين الذي يعنى بخدمة المجتمع تنموياً
واعتبره سبق يسجل لجامعة القصيم التي تخطو خطوات ملموسة في مجال الإسهام بالتنمية
المستدامة .
وأكد سموه أنه سعيد بالمشاركة في إطلاق هذا المركز لافتاً إلى إنهم
اتفقوا خلال اجتماعهم على رؤية ورسالة وأهداف المركز بعد إضافة عدد من الأولويات
الهامة بهدف توسيع أفق هذا المركز في دعم مسيرة تنمية منطقة القصيم, موضحاً أنهم
سيعملون في البداية على نشر الوعي بماهية التنمية المستدامة وأهميتها في استشراف
المستقبل التنموي من خلال دراسات وبحوث علمية ميدانية تهتم بجوانب هامة للرقي
بالمجتمع بالمنطقة والمملكة بشكل عام.
وأشاد سموه بدور معالي مدير الجامعة
الأستاذ الدكتور خالد الحمودي ومدير المركز الدكتور عبدالعزيز الحربي ورئيس فريق
الخطة الإستراتيجية بالجامعة الدكتور عبدالله البريدي ونجاحهم في خلق صيغة احترافية
للمركز.
وأفصح سموه عن عزمهم بالمركز على إقامة ندوة عالمية للتعريف بمفهوم
التنمية المستدامة مطلع العام الجامعي القادم سيشارك فيها نخبة من الخبراء
والمتخصصين العالميين والوطنيين وسيكون لها دور بإذن الله في نشر ثقافة الوعي
بمفهوم التنمية المستدامة, مؤكداً أن المركز سيفتح قنوات للتواصل مع مراكز البحث
العلمي ومراكز البحوث المتميزة لخلق أجواء بحثية مشتركة سينتج عنها بإذن الله
دراسات يستفاد منها في مختلف المجالات التنموية.
وكان الاجتماع الأول قد شهد
كلمة لمعالي الدكتور خالد الحمودي استعرض فيها فكرة هذا المركز وأهميته والدور
المؤمل منه مثمناً موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشائه ومقدراً لسموه الموافقة
على ترؤس المجلس الاستشاري الذي يضم أعضاء من داخل الجامعة وخارجها هدفاً في
الإسهام الفعلي ببحوث ودراسات تدفع بعجلة التنمية المستدامة نحو آفاق أرحب بإذن
الله.
كذلك قدم وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور
عبدالرحمن الواصل رؤية المركز عن الندوة الأولى للتنمية المستدامة مشيراً إلى أنها
تستهدف التعريف بأبعاد ومكونات ومتطلبات وتحديات التنمية المستدامة مع استجلاب
أضواء كاشفة على أبرز المسارات والمبادرات في مجال التنمية المستدامة في السياقات
الوطنية والدولية، على نحو يمكّننا في منطقة القصيم من بلورة منطلق صلب لفهم تحليلي
تكامليPlatform of Understanding للتنمية المستدامة واستخلاص توجهات استراتيجية
ودروس مستفادة مع التعريف بالإطار الاستراتيجي لجامعة القصيم في مجال التنمية
المحلية المستدامة؛ باعتبار ذلك كله ركيزةً محوريةً لأي عمل تطبيقي مستقبلي، وتمكين
الجامعة – ممثلة بمركز التنمية المستدامة –وبقية المؤسسات المعنية بالتنمية
المستدامة في المنطقة من تكوين شبكات علاقات وتعاون وشراكة مع الخبراء والمؤسسات
الرائدة في هذا المجال.
كما قدم مدير مركز التنمية المستدامة الدكتور عبدالعزيز
الحربي لمحة عن التنمية المستدامة بالعالم موضحاً أنها انبثقت في أواخر القرن
العشرين وبدأت بمؤتمر الأمم المتحدة الذي عقد بالسويد عام 1972م تحت اسم مؤتمر
الأمم المتحدة حول البيئة والإنسان, ثم أكد في المؤتمر الثالث للأمم المتحدة الذي
عقد في جنوب أفريقيا عام 2002م تحت اسم مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة
على أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية يجب ألا تدمر البيئة، وأن تلبية احتياجات
الحاضر يجب أن لا تخل بقدرة البيئة على تلبية احتياجات المستقبل, مشيراً إلى أن
التنمية المستدامة تعني تلبية حاجات الحاضر دون التفريط في تأمين حاجات أجيال
المستقبل, حيث تهتم بالأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كمخرج جديد وهام
لأزمة التنمية في كل من دول العالم المتقدمة والدول النامية على حد سواء, مؤكداً
على أن دور مركز التنمية المستدامة سيعمل على دراسة البيئة التنموية لمنطقة القصيم
لتحديد متطلبات التنمية وأولوياتها, بما يعين على تحديد هوية تنموية واضحة للمنطقة,
من خلال تحديد المزايا التنافسية للمنطقة ومن ثم تمكينها من بلورة مشاريع تنموية
ضخمة تحظى بالدعم من قبل الجهات الحكومية العليا.
فيما استعرض الدكتور عبدالله
البريدي رؤية المركز ورسالته وأهدافه كبيت خبرة وطني رائد في التنمية المحلية
المستدامة, يعنى بتقديم خدمات بحثية واستشارية وتدريبية ومعلوماتية وتوعوية فائقة
الجودة, تسهم في تفعيل وتكامل جهود التنمية المستدامة بالقصيم وتحقيق غاياتها
وتعزيز مزاياها التنافسية، وتوطيد الشراكة وطنياً ودولياً، وتنويع التمويل الذاتي
للفعاليات التنموية؛ وفق منظور تنموي استراتيجي شامل, مستعرضاً قيم المركز التي
تتمثل في الشفافية المطلقة في قراءة الواقع بمختلف مجالاته إضافة للابتكار والجودة
والمبادرة والجماعية والاستدامة والاستمرارية في استيفاء متطلبات التنمية اقتصادياً
واجتماعياً وبيئياً.
يشار إلى أن الاجتماع شهد العديد من النقاشات الثرية من قبل
أعضاء المجلس أكد من خلالها تفاعلهم مع توجهات المركز ورغبتهم الصادقة في الإسهام
بإيجاد حراك بحثي يدعم التنمية المستدامة بالمنطقة والمملكة بشكل عام.
11 مارس 2013
اقرأ أيضًا: