الجلسات العلمية بمؤتمر «نحو مجتمع إيجابي.. وفق رؤية المملكة 2030» تختتم أعمالها
اختتمت اليوم الثلاثاء الجلسات العلمية لمؤتمر "نحو مجتمع إيجابي.. وفق رؤية المملكة 2030"، الذي انطلق يوم أمس الإثنين، ونظمته الجامعة ممثلة في كرسي الشيخ عبدالعزيز بن صالح السعوي لتنمية الإيجابية، على مدى يومين بالمدينة الجامعية بالمليداء، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم ، والذي يهدف لتعزيز مفهوم الإيجابية في المجتمع وتعزيز الوسطية وقيم المواطنة.
حيث تناولت الجلسة الأولى والتي ترأسها الدكتور خالد عبدالعزيز الشريدة أستاذ علم الاجتماع، عددا من الأوراق البحثية المقدمة من قبل الباحثين المشاركين بالمؤتمر، حيث عرض رئيس وحدة الإعلام بمؤسسة سليمان الراجحي الخيرية المهندس رياض بن ناصر الفريجي، ورقته البحثية التي جاءت بعنوان "الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي وفق رؤية المملكة 2030"، إذ تناول هذا البحث الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي في ضوء الرؤية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز- حفظه الله-، في 25 أبريل 2016، وفي المبحث الأول منه تعرض الباحث لموضوع البحث، ومشكلته وتساؤلاته الرئيسة والفرعية، وأهدفه، وأهميته، ومصطلحاته، والمنهج المستخدم، وفي المبحث الثاني تناول الدراسات السابقة والإطار النظري للدراسة، وتعرض في المبحث الثالث إلى نتائج البحث الميداني الذي طبق على 200 مفردة.
وتوصل الباحث من خلال دراسته إلى عدة نتائج، منها أن الشباب الجامعي السعودي أصبح لديه الخبرة الكبيرة بوسائل التواصل الاجتماعي واستخداماتها، بالشكل الذي يمكن استثماره بصورة إيجابية لدعم وتفعيل رؤية المملكة 2030.
وأوصى الباحث بأهمية التوعية بالاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع السعودي بمختلف فئاته، وضرورة بث الأفكار الإيجابية التي تدعم هذا الاتجاه، وتشجيع الشباب على إقامة الحوار البناء من خلالها في كل قضايا الوطن ومشكلاته؛ لما له من عظيم الأثر في نشر الأفكار والرؤى الجديدة، مع ضرورة التخطيط لبرامج توعوية الإلكترونية، تهدف إلى تشكيل ثقافة إلكترونية افتراضية لدى الشباب السعودي، تتسم بالتأكيد على الهوية الثقافية وتعزيز الانتماء للوطن وبناء مجتمع إيجابي فاعل.
فيما ألقى الدكتور أشرف عويس محمد أستاذ مشارك بكلية التربية جامعة القصيم ورقة علمية عن "معايير السلوكيات الإيجابية لدى منسوبي الجامعات السعودية"، والذي هدف إلى وضع قائمة بالمعايير السلوكية الإيجابية لكل من عضو هيئة التدريس، والطالب بالجامعات السعودية، واستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي للدراسات السابقة العربية والأجنبية ذات الصلة بموضوع البحث، بهدف الوصول إلى قائمة المعايير السلوكية لكل من عضو هيئة التدريس، والطالب الجامعي، حيث تضمنت عينة تقنين المعايير المقترحة من 30 عضواً من أعضاء هيئة التدريس بجامعة القصيم، بينما تكونت العينة التي تم تقنين المعايير الخاصة بالطلاب بالتطبيق عليها من 115 طالب من طلاب كلية التربية بجامعة القصيم من مختلف المستويات الدراسية من تخصصي التربية الخاصة والتربية البدنية، كما تم تحديد درجة أهمية المعايير المقترحة ومدى جوهريتها بالتطبيق على 120 عضو من أعضاء هيئة التدريس منهم (60 عضو من الجامعة)، (25 عضو من جامعة الملك سعود)، (15 عضو من جامعة طيبة بالمدينة المنورة)، (10 أعضاء من جامعة الطائف)، (10 أعضاء من جامعة الدمام)، غالبيتهم من التخصصات التربوية والاجتماعية.
وقد خلصت نتائج البحث إلى قائمة بمعايير السلوكيات الإيجابية لدى عضو هيئة التدريس، تكونت من 7 معايير رئيسية هي: (معايير الإيجابية الشخصية – معايير إيجابية التدريس- المعايير الإيجابية للإرشاد الاكاديمي- المعايير الإيجابية للتنمية المهنية- المعايير الإيجابية لخدمة المجتمع والنشاط المجتمعي- المعايير الإيجابية للنشاط الطلابي- المعايير الإيجابية للعلاقة مع الأخرين).
كما خلصت نتائج البحث إلى قائمة بمعايير السلوكيات الإيجابية لدى الطالب الجامعي تكونت من (5 معايير رئيسية) هي: (المعايير الإيجابية الشخصية- المعايير الإيجابية للتعليم والتعلم- المعايير الإيجابية للعلاقة مع الأخرين- المعايير الإيجابية للنشاط الطلابي- المعايير الإيجابية للنشاط المجتمعي).
وتوصلت نتائج البحث إلى تحديد درجة أهمية معايير السلوكيات الإيجابية لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، حيث جاء في الترتيب الأول إيجابية التدريس، يليه على الترتيب: التنمية المهنية- إيجابية العلاقة مع الأخرين- الإيجابية الشخصية- خدمة المجتمع والنشاط المجتمعي- النشاط الطلابي- الإرشاد الأكاديمي، كما توصلت نتائج البحث إلى تحديد درجة أهمية معايير السلوكيات الإيجابية لدى الطالب الجامعي، حيث جاء في الترتيب الأول من حيث درجة الأهمية: الإيجابية الشخصية، يليه على الترتيب: الإيجابية للنشاط الطلابي- الإيجابية للتعليم والتعلم- الإيجابية للعلاقة مع الأخرين- الإيجابية للنشاط المجتمعي، وفي ضوء نتائج البحث وضع الباحثان عدداً من التوصيات من أهمها: استخدام المعايير الإيجابية لسلوكيات عضو هيئة التدريس ضمن محكات التقويم السنوي، وكذلك استخدام المعايير الإيجابية لسلوكيات الطالب الجامعي كمؤشرات للطالب المتميز.
واختتمت الجلسة الأستاذة خلود خالد غازي ناصر المحاضر في قسم علم النفس جامعة الملك عبد العزيز ببحث بعنوان "علم النفس الإيجابي ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 نموذج تطبيقي"، والذي هدف إلى التعرف على مدى تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية (2030) لمفاهيم ومبادئ وتطبيقات علم النفس الإيجابي، وذلك من خلال مناقشة ثلاثة محاور رئيسية والمتمثلة في مجتمع حيوي، اقتصاد مزهر، وطن طموح.
وتوصلت الدراسة إلى أن رؤية المملكة العربية السعودية (2030) تقدم نموذجا مكتمل الأركان لعلم النفس الإيجابي في محاورها الثلاثة الأساسية ففي المحور الأول: مجتمع حيوي والذي هدف إلى تحقيق قيم راسخة وبيئة عامرة وبنيان متين من خلال الاهتمام بالهوية الوطنية وتحقيق الاستدامة البيئية، بالإضافة إلى دعم الثقافة والترفيه وتوفير حياة صحية والاهتمام بالأسر وبناء شخصية الأبناء، وجدت الدراسة تطابقه مع مفهوم (الحياة الهادفة ذات المعنى أو حياة الانتماء إلى الأخرين)، مما يجعل الأفراد يشعرون بتجاوز اهتماماتهم الضيقة إلى أهداف ذات قيمة، وكيف يصلون إلى الاستمتاع بالانفعالات الإيجابية وتفعيلها وتوظيفها في الحياة الإنسانية اليومية مثل (العلاقات الاجتماعية، الهوايات، الاهتمامات، الترفيه، والترويح عن الذات).
وفي المحور الثاني: اقتصاد مزهر، والذي هدف إلى مواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد الأبناء بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل والحصول على فرص التعليم الجيد، وجدت الدراسة تطابقه مع أحد تطبيقات علم النفس الإيجابي الذي يتمثل في (تحسين الرضا الوظيفي عن العمل) عبر مختلف مراحل الحياة بمساعدة البشر على الاندماج في العمل ومعايشة ما يعرف بخبرة التدفق وصولا إلى تحقيق إنجازات مبدعة، وفي المحور الثالث: وطن طموح، والذي يهدف إلى تنمية تحمل المسؤولية في الحياة حيث يبني كل فرد ذاته وقدراته ليكون مستقلا وفاعلا في مجتمعه ويخطط لمستقبله المالي والعملي، وعلى كل فرد مسؤوليته تجاه أسرته وتجاه غيره، وفي مجال العمل لابد من بذل الجهد والانضباط واكتساب المهارات من خلال توفير البيئة الجاذبة والمناسبة لتحقيق الطموحات، وجدت الدراسة تماثله مع مجالات علم النفس الإيجابي على مستوى الجماعة الذي يدور حول (الفضائل والمؤسسات المدنية) التي تحرك الأفراد تجاه المواطنة الصالحة والمسؤولية والتواد مع الأخرين والاهتمام بهم.
وأقيمت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور إبراهيم العمر وكيل الجامعة سابقا، وألقت الورقة العملية الأولى دكتورة منال محمد شمس مديرة إدارة الصحة وجودة الحياة - وزارة الصحة عن "تأثير نمط الحياة على قابلية العيش في تحسين جودة الحياة"، والتي أكدت خلالها أن مفهوم جودة الحياة يعد مفهوماً واسعاً ومعقداً يحتمل عدة تعريفات، حيث يمكن القول أن مفهوم جودة الحياة يقيس مستوى الرضا فيما يتعلق بالجوانب الأكثر أهمية في حياة الفرد، ولكن يبقى هذا التعريف نسبياً إلى حد كبير، ومن أجل الوصول إلى تعريف محدد لجودة الحياة في المملكة أجرى البرنامج بحثاً متكاملا لتحديد أكثر التعريفات شيوعاً، وقد حدد البحث المبدئي عدداً من المؤشرات العالمية التي تعرف وتقيس جودة الحياة من عدة جوانب، وتم تناول كل واحد من هذه المؤشرات بشكل تفصيلي من أجل تحديد العناصر المشتركة.
وبدوره، عرض الدكتور عبدالعزيز الأحمد لورقته العلمية عن إعداد برنامج فكرة لوطني بعنوان "برنامج فكرة لوطني لتنمية الإيجابية بالمملكة العربية السعودية: الأهداف والإنجازات"، والتي أوضح خلالها أهمية التعرف على برنامج فكرة لوطني، من خلال معرفة طبيعته وأهدافه ومساراته ومراحله التنفيذية، مع استعراض لأهم نتائج مرحلة الدراسة الاستطلاعية ومرحلة التطبيق بحي النهضة بمدينة بريدة، مع عرض لأهم النتائج المتوقعة خلال المراحل التطبيقية التالية له، بالإضافة إلى التعرف على أبعاد الإيجابية السائدة والأكثر انتشاراً بين الفئات المستهدفة بالبرنامج، ومستوي تباينها بين هذه الفئات وتعتمد الورقة البحثية على المنهج الوصفي التحليلي لاستعراض وتحليل نتائج برنامج فكرة لوطني.
وتناول الدكتور تركي بن منور المخلفي عضو هيئة التدريس في الجامعة وأمين عام جائزة القصيم للتميّز والإبداع موضوعًا عن "جائزة القصيم للتميز والإبداع.. مصدر ملهم للإيجابية"، مبينا بأنها منحة تقديرية تهدف إلى تشجيع الأفراد والمؤسسات بتبني مفهوم التميز والإبداع في المجالات كافة، واحتضان الأفكار، والممارسات، والمبادرات، والاقتراحات الريادية التي تؤدي إلى رفع كفاءة وفاعلية الأداء، كما تعمل على تنمية الاعتدال ونشر الوسطية، وتكريم الأفراد من الجنسين، وتكريم المؤسسات الحكومية والأهلية المتميزة، وذلك تثميناً لجهودهم، وتقديراً لأدائهم الإبداعي ليصبحوا نماذج سعودية يحتذى بهم في عصر الجودة والإتقان.
واختتمت الجلسة الثانية بعرض الأستاذ سلطان بن عويض الحربي مدير فرع بنك التنمية الاجتماعية ببريدة لورقته البحثية عن "جهود بنك التنمية الاجتماعية لدعم الأسر والأفراد والمنشآت الصغير والمتناهية الصغر"، والتي قدم فيها نبذة عن بنك التنمية الاجتماعية الذي تأسس عام 1391هـ، ويتضمن 27 فرعا و7 أقسام نسائية، ويبلغ رأس مال البنك حالياً 45.5 مليار ريال، ويقدم البنك حزمة من البرامج، تنقسم لخدمات مالية وخدمات غير مالية، الخدمات المالية: (قروض مشاريع متناهية الصغر – قروض للمشاريع الصغيرة والناشئة – قروض اجتماعية) والخدمات الغير مالية: (تشجيع الادخار والتوفير – بناء القدرات والخدمات غير المالية)، مبينا بأنه تم تمويل البنك منذ تأسس حتى الآن 105 مليار حيث تم دعم قطاع التعليم بمبلغ 325 مليون، وبلغ عدد المنشآت التعليمية 373 منشأة، كما بلغ عدد الطلاب 30 ألف طالب.
وشهد اليوم الثاني انعقاد الجلسة الثالثة للمؤتمر والتي ترأسها الدكتور عبدالله بن فهد المزيرعي المشرف على كرسي الشيخ عبدالعزيز السعوي لتنمية الإيجابية، وشارك بها الدكتور إبراهيم إسماعيل عبده محمد أستاذ علم الاجتماع المشارك بكلية الآداب جامعة الملك سعود بدراسة بعنوان "الوظائف الإيجابية لمؤسسات التنشئة الاجتماعية في تعزيز قيم المواطنة لدى الشباب: دراسة للأبعاد السوسيولوجية المتضمنة"، والتي هدفت إلى تحديد دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية وذلك بالتركيز على المؤسسات التالية: (الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والمسجد، ووسائل الإعلام)، واعتمدت الدراسة على الأسلوب الوصفي التحليلي؛ لوصف وتحليل الوظائف الإيجابية لمؤسسات التنشئة الاجتماعية في تعزيز قيم المواطنة بين الشباب والأبعاد الاجتماعية ذات الصلة، ومن أجل إيجاد حلول عملية يمكن أن تعمل على تعزيز هذه الوظائف والقضاء على أوجه القصور.
وأوضحت نتائج الدراسة أن الوظائف المتوقعة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تعزيز قيم المواطنة لدى الشباب تختلف من مؤسسة لأخرى؛ وذلك لطبيعة الأدوار النوعية وخصوصية كل مؤسسة، كما توصلت الدراسة إلى أن هناك أهمية عملية لتكامل الأدوار المتوقعة من هذه المؤسسات؛ بحيث يكون هناك تناغم بينها، وأخيراً فقد اقترحت الدراسة بعض التوصيات العملية والبرامج التوعوية والتدريبية الهادفة إلى تطوير دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تعزيز قيم المواطنة لدى الشباب.
كما تحدث الأستاذ الدكتور صلاح عرفة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن "دور الإيجابية في بناء المجتمعات المستدامة: تجربة البسايسة بجمهورية مصر العربية" والتي أكد فيها أنه أصبح الحديث عن الحاجة إلى الإيجابية الشغل الشاغل لأصحاب الفكر في الأمة العربية وخاصة في ظل الظروف التي تعيشها معظم البلدان وكذلك الظروف التي مرت بها جمهورية مصر العربية.
فقد أصبح المواطن المصري في حالة من الإحباط واللامبالاة وعدم الثقة والعزوف عن المشاركة بجدية وإيجابية في إعادة بناء الوطن وهو ما دعا المجتمع المدني إلي الانتباه لهذه الظاهرة والدعوة إلى الإيجابية وتضافر الجهود لبث الطاقة الإيجابية ونبذ السلبية، وبالرغم من جهود الدولة في التنمية المحلية، إلا أن النتائج أشارت بوضوح إلى ضرورة مشاركة أطراف المجتمع المدني التي تعبر عن مصالح وطموحات هذا المجتمع.
ولقد تبنى الباحثين وهم من أعضاء المجتمع المدني في مصر مصطلح الإيجابية مع التركيز على مكامن القوة في الإنسان والمجتمع المحلي وما يملكان من موارد يمكن استغلالها بصورة جيدة للحصول على أفضل النتائج الإيجابية التي تسعد أفراد المجتمع وتطمئنه على غده وتعزز أمله بالله خاصة إذا قوبلت مجهوداته بالتقدير من القيادات المحلية ومن المؤسسات المعنية بالدولة، وتتعرض الورقة إلى مجموعة من التجارب الميدانية التي تبين دور الإيجابية في بناء وتنمية المجتمعات بدءا بتجربة قرية "البسايسة" بمحافظة الشرقية في عام 1974م، ثم إقامة المجتمع الجديد "البسايسة الجديدة" بمحافظة جنوب سيناء في عام 1992م والآن تجربة إقامة مجتمع جديد "جنة الوادي" بمحافظة الوادي الجديد بصحراء مصر الغربية، كما تعرض الورقة الأساليب الملائمة والتي استخدمت في هذه التجارب الميدانية ونتائجها لتحقيق المشاركة المجتمعية الإيجابية والتنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.
وفي ختام الجلسة تحدثت الدكتورة سميرة عبدالله الرفاعي أستاذ مشارك في تخصص التربية الإسلامية من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية، والأستاذة عائشة ذياب المطيري باحثة دكتوراه تخصص أصول التربية بجامعة القصيم بورقتهما البحثية بعنوان "الإيجابية في الجامعات السعودية على ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030م: المفهوم والمظاهر والمقترحات"، والتي هدفت إلى بيان مفهوم الإيجابية ومواطنها في رؤية المملكة 2030 ومجالاتها في الجامعات السعودية، وتقديم مقترحات لتطوير دور الجامعات السعودية الأكاديمي والإداري في تفعيل الإيجابية؛ ولتحقيق الهدف المذكور اتبعت الباحثتان المنهجين: الوصفي التحليلي(تحليل المحتوى)، والاستنباطي.
وقسمت الدراسة إلى ثلاثة مباحث هي على التوالي: مفهوم الإيجابية في رؤية المملكة 2030 وأهمية تفعيلها في الجامعات السعودية، ومواطن الإيجابية في رؤية المملكة العربية السعودية 2030م ومجالاتها في الجامعات السعودية ومقترحات لتطوير دور الجامعات السعودية في تفعيل الإيجابية، ومن أبرز استنتاجات الدراسة أن الإيجابية في الجامعات السعودية في ضوء تحليل رؤية المملكة تعني: فاعلية طلبة الجامعات السعودية، وقدرتهم على إشباع حاجاتهم من خلال ما يتوفر لديهم من إمكانيات وما يتم تقديمه إليهم من خدمات تعليمية واجتماعية وصحية وإسهامهم في حل مشكلات مجتمعهم وتحسينه، وفي ضوء الاستنتاجات توصي الدراسة بالعمل على تحسين البيئة الجامعية التي تعزز الممارسات الإيجابية وتشجع عليها.
وتناولت الجلسة الرابعة من جلسات المؤتمر والتي عقدت برئاسة الدكتور خالد باني الحربي وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة، وشارك بها الدكتور محمد بن إبراهيم السيف من الجامعة بدراسته بعنوان "دور الإيجابية بالتعليم ووسائل الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية وقيم المواطنة في المجتمع السعودي"، والتي أكد من خلالها أن أول خطوة لتعزيز الهوية الوطنية وقيم المواطنة، هو أن نتساءل: ما الذي نحتاجه لتفعيل دور المدارس ووسائل الإعلام لإحياء الوطنية وقيم المواطنة؟ وما الذي نحتاجه لتهذيب أثر الإعلام الخارجي؟
وأجريت هذه الدراسة الميدانية باستخدام منهج المسح الاجتماعي على جيل جديد من الخريجين الجامعيين، ومن مختلف التخصصات العلمية، ومختلف البيئات السعودية، وسعت الدراسة إلى تحديد دور المدارس في المجتمع السعودي والقنوات الفضائية المحلية والخليجية (الحكومية) في تعزيز الهوية الوطنية و قيم المواطنة، ونبذ السخط والتبرم على النظام الاجتماعي القائم، وعلاقة وارتباط الهوية الوطنية والمواطنة بالخصائص الفردية والعلمية لأفراد المجتمع.
واستنتجت الدراسة أن مصادر التربية الأساسية في المجتمع السعودي (المدارس - والإعلام) فعَّالة في بناء شخصية وطنية ومواطنة متزنة، فهي جادة في التغذية الفكرية للحياة الوطنية، وكشفت الدراسة أن المدارس والتلفاز المحلي قد تكون في حالة وقاية دائمة ضد الإعلام الخارجي غير الحكومي الذي يرسل لأفراد المجتمع ثقافة الشك وخيبة الأمل واليأس، ومن ثم الانحراف في مفهوم الوطن عبر المراحل العمرية التي يمر بها الفرد، فالخلل بالوطنية والمواطنة ليس له علاقة بسن محددة، أو فترة عمرية معينة، وليس له علاقة بتخصص علمي معين أو كليات محددة، وتوصلت هذه الدراسة إلى اقتراحات تدعم الأمن الوطني بالمملكة العربية السعودية، والذي سينعكس بشكل مباشر على الأمن النفسي والاجتماعي بشكل عام، وكل هذا يمهد لصياغة واقتراح استراتيجية لتنفيذ برامج للمواطنة وللتربية الوطنية خاصة بالأجيال القادمة.
كما شاركت في الجلسة الدكتورة تغريد بنت عبدالعزيز المبارك من جامعة أم القرى بورقتها بعنوان "دلالات الإيجابية في الخطاب النبوي" والتي أكدت فيها أن الإيجابيّة وثيقة الصلة بالبلاغة العربيّة التي ضرب فيها أفصح الخلق على الإطلاق أحسن الأمثلة، وبلغ فيها أعلى درجات البيان، وقد تنوّع خطابه بين دلالات مباشرة، وأخرى غير مباشرة تطلّبها المقام، حيث تعدّ دراسة الدلالات على معاني الإيجابيّة في الخطاب النبويّ ضمن الدراسات التي تندرج تحت دراسة السّياق، وتكشف جانبا من جوانب الإعجاز البلاغي في الحديث الشريف.
وجاءت هذه الدراسة في أربعة مطالب، الأول: صلة الإيجابيّة بالبلاغة العربيّة (تعريف وتأصيل)، والثاني: الدلالات المباشرة على الإيجابيّة في الخطاب النبويّ، والثالث: الدلالات غير المباشرة على الإيجابيّة في الخطاب النبوي، والرابع: اقتران الدلالات المباشرة وغير المباشرة على الإيجابيّة في الخطاب النبوي الواحد، وجاءت أبرز نتائج البحث لتؤكد أن الإيجابيّة وثيقة الصلة بالبلاغة العربيّة، فالتأثير وسيلة في كلتيهما لتعديل السلوك، كما أن أبرز المقاصد النبويّة الكريمة في التأثير الإيجابيّ على الأفراد والجماعات؛ التبشير والتيسير والرفق والإشفاق، والنصح والإرشاد والإصلاح، وتجنّب الفضح ومواجهة المخطئ والترغيب والبعد عن التنفير.
كما أكدت الدراسة أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كانت له دراية بفنون التربيّة وعلم النفس الحديث في خطابه لأصحابه الدالّ على الإيجابية مثل: العلاج والإرشاد - الوقاية الأوليّة - القياس - التنمية البشرية، وأن الإيجابية لها وجه بيانيّ يتضح في خطاب النبي بين دلالات مباشرة وأخرى غير مباشرة، حيث يأتي الحديث الشريف بدلالة مباشرة على الإيجابيّة تارة، ويأتي بدلالة أو دلالات غير مباشرة تارة أخرى وقد تقترن الدلالة المباشرة مع غير المباشرة في الخطاب الواحد.
وفي ختام الجلسة تحدث الدكتور ربيع عبده أحمد رشوان أستاذ مشارك بقسم علم النفس بكلية التربية بالجامعة عن "الإبداع الإداري وعلاقته بإيجابية المؤسسة التعليمية من وجهة نظر معلمي التعليم العام بمنطقة القصيم"، وهدف البحث إلى الكشف عن مستوى الإبداع الإداري وإيجابية المؤسسة التعليمية من وجهة نظر معلمي التعليم العام بمنطقة القصيم وعن علاقة إيجابية المؤسسة التعليمية بالإبداع الإداري وعن دلالة الفروق في تقدير المعلمين للإبداع الإداري وإيجابية المؤسسة التعليمية وفقاً لمتغيرات النوع والخبرة والمؤهل العلمي والتخصص في مرحلة البكالوريوس والمرحلة الدراسية.
وقد أسفرت نتائج البحث عن التأكيد على أنه للإبداع الإداري في مدارس التعليم العام من وجهة نظر المعلمين مستوى متوسط، وأن مستوى إيجابية المؤسسة التعليمية متوسط، مع ارتفاع مؤشرات الإيجابية الخاصة بالاهتمام بالطلاب وتحقيق النمو المتكامل لهم وتوفير بيئة التعلم الإيجابية؛ والفاعلية الذاتية التدريسية وسمات الشخصية الإيجابية لدى المعلمين، بينما كان مستوى الإيجابية الاجتماعية والمجتمعية متوسط وخاصة تشجيع الإدارة المدرسية للمعلمين وتحفيزهم على المشاركة وتبني الأفكار الإيجابية وكذلك إيجابية العلاقة مع المجتمع المحلي، وكان مستوى الرضا الوظيفي للمعلمين متوسط وكذلك مستوى إسهام الإدارة في تطوير المعلمين والعملية التعليمية وتقويم الأداء.
كما أثبتت الدراسة أن المعلمين الحاصلين على درجة الماجستير أكثر تقديرا للإبداع الإداري وللإيجابية في مدارس التعليم العام وكان أصحاب سنوات الخبرة الأقل أعلى في تقدير المرونة وتقبل المخاطرة والتحليل والربط، بينما كان أصحاب سنوات الخبرة المتوسطة أعلى في تقدير التشجيع والتحفيز على المشاركة وتبني الأفكار الإيجابية.
وفي الجلسة الخامسة والأخيرة للمؤتمر التي عقدت برئاسة الدكتور محمد بن إبراهيم العضيب وكيل الجامعة للشؤون التعليمية، شارك الدكتور عبدالله أحمد القرني بورقة بحثية بعنوان "الشبكات الاجتماعية مقاربة لرأس مال اجتماعي جديد وفق رؤية المملكة العربية السعودية2030"، والتي حاولت مقاربة لمفهوم الشبكات الاجتماعية وتناولت خصائصها، ومميزاتها، وإشباعاها للحاجات الاجتماعية، والتفاعل الاجتماعي فيها، وتأثيره في تكوين رأس مال اجتماعي، كما تناولت الدراسة مفهوم رأس المال الاجتماعي من حيث مكوناته، وأهميته، وكيف أعاد التفاعل الاجتماعي في الشبكات الاجتماعية مفهوم رأس المال الاجتماعي الواقعي إلى رأس مال اجتماعي جديد (افتراضي).
وتناولت الدراسة أيضا مفهوم رأس المال الاجتماعي الجديد (الافتراضي) من حيث صوره، وأبعاده، وخصائصه، وركزت بشكل خاص على دور رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في تحقيق رأس المال الاجتماعي الجديد (الافتراضي)، والعمل على تمكينه ليحقق جودة للحياة الاجتماعية على ثلاث مستويات: الأول المستوى الاجتماعي الذي يساعد في تقوية وترسيخ العلاقات الاجتماعية والأسرية، كما يسهم في حل بعض من القضايا الاجتماعية من خلال التعاون والتبادل في المعلومات والخبرات، والثاني المستوى الاقتصادي حيث يسهم رأس المال الاجتماعي الافتراضي في زيادة ونمو الإنتاج وخلق فرص وظيفية جديدة، والثالث المستوى التنموي الذي يعد الرابط والصلة التي تربط الأفراد بمؤسسات المجتمع المختلفة، ليتمكّن كل من المؤسسات الاجتماعية المختلفة سواءً الأجهزة الحكومية أو القطاع الخاص، وكذلك الأفراد من الوصول لأهدافهم، مما يقدم تجويداً لنمط حياة الأفراد والمجتمع.
ومن ثم تحدث الدكتور فتحي محمد محمود مصطفى أستاذ علم النفس المشارك بالجامعة عن ورقته بعنوان "تقويم دور الأسرة في التوجيه الفكري الإيجابي من وجهة نظر الأبناء"، حيث هدف البحث إلى التعرف على واقع دور الأسرة (واقع دور الأب - واقع دور الأم)، واستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق أهدافه، وتوصلت نتائج الدارسة إلى أن دور الأب والأم في التوجيه الفكري الإيجابي من وجهة نظر الأبناء متحقق بدرجة كبيرة، كما أعد الباحثان نموذجًا مقترحًا لدور الأسرة في التوجيه الفكري للأبناء.
وفي ختام الجلسة تحدثت الدكتورة نهيل علي حسن صالح أستاذ مساعد في التربية الإسلامية - قسم الدراسات الإسلامية - جامعة اليرموك الأردن عن "استراتيجيات تكوين بيئة إيجابية للأسرة المسلمة في ظل متغيرات العصر"، وهدف البحث إلى استقصاء استراتيجيات تكوين بيئة إيجابية للأسرة المسلمة في ظل متغيرات العصر، من خلال بيان مفهوم البيئة الأسرية الإيجابية وخصائصها والكشف عن تحدياتها المختلفة التي تؤثر سلباً على الأسرة المعاصرة، واستند هذا البحث على المنهج التحليلي الاستنباطي القائم على تحليل النصوص الشرعية والدراسات الأسرية التي تفيد في استنباط استراتيجيات فاعلة تعمل على تكوين بيئة أسرية إيجابية وتحليلها والكشف عن محاورها بما يخدم أغراض البحث.
وقد أظهرت نتائج البحث مجموعة من تحديات تكوين البيئة الأسرية الإيجابية، كالتحديات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، واقترحت الباحثة مجموعة من الاستراتيجيات معتمدة على الأصول الشرعية في استنباطها، حيث شكلت هذه المجموعة متسلسلة منظمة وفق مبدأ تأسيس البدايات، فكانت بدايتها مع استراتيجية العقيدة أولاً، فاستراتيجية الصلاح والتربية قبل الإصلاح والمحاسبة، ثم استراتيجية البناء المحوري التدريجي، مروراً باستراتيجية الجودة في الفكر المنظومي في غرس قيم وصولاً إلى استراتيجية التوعية بالرفق رأس الأمر كله، ولكل واحدة من الاستراتيجيات أهداف ووسائل وآليات تطبيق ومؤشرات نجاح يعرف من خلالها مدى الفاعلية لجذب البيئة الإيجابية في الأسرة المسلمة.
وأوصت الباحثة بضرورة تدريب الباحثين التربويين على إعداد دورات وورش عمل لنشر وعي الإيجابية بين أفراد المجتمع، وإعادة النظر في برامج التأهيل الأسري وفق منهجها، وتشجيع الفرق البحثية ومواقع التواصل الاجتماعي في تفعيل استراتيجياتها.
05 فبراير 2019
اقرأ أيضًا: