مرحبا بك في صفحة البحث

ستجد كل ما تبحث عنه

مؤتمر الدراسات الحديثية يحث على استخدام وسائل التعليم الإلكترونية في تدريس الحديث النبوي

مؤتمر الدراسات الحديثية يحث على استخدام وسائل التعليم الإلكترونية في تدريس الحديث النبوي

اختتمت الجامعة ممثلة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، أعمال جلسات المؤتمر العلمي الدولي والذي جاء تحت عنوان "مستقبل الدراسات الحديثية.. رؤية استشرافية"، يوم أمس الأربعاء، حيث شهدت الجلسة الرابعة التي أقيمت بعنوان "التدريب والتعليم الحديثي" وترأسها الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم الدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي، حيث قدمت الدكتورة هبة الله مدحت نديم مدرسة الحديث وعلومه في الأزهر الشريف بكلية الدراسات الإسلامية والعربية الورقة العلمية الأولى عن  "استخدام وسائل التعليم الإلكترونية في تدريس الحديث النبوي على هيئة دورات تفاعلية"، وبينت الورقة استخدام التطبيقات والمواقع الحديثة في التعليم الأكاديمي لعلم الحديث كدورة متكاملة عن بعد وعرضها على مواقع إلكترونية عامة مشهورة مثل أُدومي وكوريسيرا (Coursera، Udamy) أو إنشاء مواقع مماثلة خاصة بذلك تكون متاحة للجميع من طلاب علم وغيرهم.

 

على أن تكون هذه الدورات تحاكي دورات تعليم اللغات أو الدورات في تخصصات علمية ومهارية، وعلى طريقة العلماء المتقدمين في تقسيم أي علم من العلوم الشرعية إلي مستويات ثلاثة؛ المبتدئين والمتوسطين والمتقدمين باعتماد كتاب معين في كل مستوى وتقديمه على برنامج من البرامج الإلكترونية الحديثة كطريقة السبورة السوداء أو أي طريقة أخرى ويكون هناك تفاعل وتدريب وتطبيق لعلوم الحديث بشكل متكامل يبين للطالب مدى فهمه واستيعابه للدرس حتى يتسنى له الانتقال إلى ما بعده من وحدات أو مستويات  بعد تمكنه من الدروس السابقة، وكل ذلك إلكترونياً دون الحاجة إلى معلم مباشر أو الالتحاق بأكاديمية من الأكاديميات الشرعية الإلكترونية.

 

فيما جاءت الورقة العملية الثانية بعنوان "تعليم مقررات الحديث عن بُعد جامعة الملك فيصل نموذجًا" والتي قدمها الأستاذ المشارك بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة الملك فيصل الدكتور أحمد بن فارس السلوم، وعرض فيها لنشر السنة وتبليغها من خلال تدريس مقررات للحديث الشريف في البرامج التي تدرس عن بُعد معتمدة على التقنية الحديثة، واختار البحث جامعة الملك فيصل نموذجاً لذلك، حيث إنها من أقدم الجامعات التي خاضت تجربة التعليم الإلكتروني، وكان لمقررات الحديث الشريف نصيب وافر من هذه التجربة الثرية، المعتمدة على التفاعل المباشر وغير المباشر ضمن نظام إلكتروني متطور، فجاء عنوان هذا البحث: "تعليم مقررات الحديث عن بُعد جامعة الملك فيصل نموذجًا"، حيث تناولت فيه التعريف بمقررات الحديث الشريف في جامعة الملك فيصل، وطرق التدريس المعتمدة لتدريس هذه المقررات عن بُعد، والوسائل المتبعة لتقييم دارسي هذه المقررات، واقترحت رؤية تطويرية لنشر السنة وتبليغها من خلال التعليم الإلكتروني.

 

فيما تناولت الورقة العلمية الثالثة "أثر استخدام استراتيجية (K.W.L.H) في تحصيل طلاب كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في السنة النبوية بجامعة القصيم واتجاهاتهم نحوها" والتي قدمها الأستاذ في قسم السنة وعلومها في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة القصيم الدكتور علي محمد أحمد ربابعة: حيث هدفت هذه الدراسة إلى التعرف إلى أثر استراتيجية (K.W.L.H) والطريقة الاعتيادية في التحصيل في السنة النبوية لدى طلاب كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة واتجاهاتهم نحوها.

 

واختتمت الجلسة بورقة عمل قدمها أستاذ كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران الدكتور عبد القادر أحمد سليماني بعنوان "ماستر أكاديمي، الحديث وعلومه، أنموذجا"، أوضح فيها بأنه لا شكّ أن مؤسسات التعليم العالي بمراكزها البحثية ومخابرها العلمية، في العالم الإسلامي، تسعى بكل جهد لتحسين أدائها الأكاديمي والإداري والفني، لتحقيق ما يطمح إليه المجتمع ويتطلّع إليه، من أجل رفع مستوى رفاهيته وتقدمه، وليكون في الصدارة، وفي الصورة المثلى أمام المجتمعات الغربية، ولا شكّ أن منهج الاستحلاف الذي يتضمّن التكليف بإعمار الأرض بما هو أحسن وأنفع وأتقن، مؤسّس على عنصر ضمان الجودة وترقيتها في جميع المجالات الحيوية، وهو عنصر أساسي في صناعة التميّز الروحي والمادي، لبلوغ الخيرية التي ذكرها الله عزّ وجلّ في كتابه المجيد، أي أن هذه الأمّة هي خير الأمم، والمنتمون إليها هم أنفع الناس للناس.

 

الجلسة الخامسة

 

وأقيمت الجلسة الخامسة برئاسة أستاذ السنة وعلومها بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم الدكتور تركي بن فهد الغميز، حيث عرض الدكتور رضوان بن إبراهيم لخشين من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة في الجزائر بعنوان "التكامل المعرفي وأثره في سلامة الفهم والاستنباط.. تاريخ رخصة الأحرف السبعة أنموذجاً"، وهدفت الورقة للتعريف بفكرة أصلها معروف، ويضاف إليها شيء جديد، أصلها المعروف أن من ضروريات الاجتهاد والكلام في مسائل الشريعة إلمام المتكلم والمجتهد بجميع العلوم الشرعية المتعلقة بالمسألة محل البحث، من علم بالقرآن وعلم بالسنة، ودراية بعلم الفقه وعلم الأصول وعلوم العربية وعلم العقيدة والسيرة والتاريخ والتراجم، ونحوها، ويقع التقصير في الحكم بحسب التقصير في الإلمام بتلك العلوم، وهذا واقع عبر التاريخ لمن اطلع، مضيفا بأن من مسائل الشريعة ما يتعلق الكلام والبحث فيها بعلوم أخرى خارج مجال العلوم الشرعية كعلم الجغرافية، والصوتيات واللسانيات، علم الطب والفلك، وعلوم القانون والاقتصاد، ونحوها، بما يجعل الحكم الصحيح موقوفا على الدراية بجميع ذلك، وتلك الدراية التامة بجميع تلك المسائل هو ما سميناه هنا "التكامل المعرفي".

 

 فيما قدم الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة جازان الدكتور وليد مقبل السيد على الديب ورقة علمية بعنوان "استشراف المستقبل في الحديث النبوي دراسة دلالية من خلال الأدوات النحوية" إذ تناول هذا البحث بالدراسة دلالة بعض الأدوات النحوية على الاستشراف، كأدوات الشرط، وأدوات الاستفهام، وأدوات الاستقبال، وأدوات التوقع، وربطها باستشراف المستقبل في الحديث الشريف بهدف التأكيد على أن النص الحديثي قد استوعب دلالة تلك الأدوات، وأن استخدام هذه الأدوات في الحديث النبوي كان مقصوداً، فجاء التعبير بها مناسباً لمقصدية استشراف المستقبل، كما ركز البحث على بيان أثر توظيف تلك الأدوات في خدمة الدراسات الحديثية، وكشف عن مدى أثر حضور هذا التوظيف أو غيابه عند شراح الحديث النبوي.

 

 ومن جانبه عرض أستاذ الحديث المساعد في قسم السنة وعلومها بالجامعة الدكتور ياسر بن عبدالله الطريقي ورقة علمية بعنوان "الاستدلال الحرفي باللفظ النبوي ومستقبله في الدراسات الشرعية واللغوية"، حيث يعالج البحث إشكالية الاستدلالات اللفظية بالسنة, ويسلط الضوء على شيء من التوسع في هذا النوع من الاستدلال, في محاولة لتأصيلٍ ينطلق منه المستدل والناقد, وإبرازِ ضوابطٍ يُعرف بها صحةُ الاستدلال واستقامته, ويُفهم منها عوائق الاستدلال وموانعه, مع رسم للتعامل الأمثل مع الاستدلالات اللفظية؛ التعامل المبني على النقد الواعي لحال الاستدلالات اللفظية, وواقعها, وعلى التصور الواضح لما يجب أن يكون عليه هذا النوع من الاستدلال في الدراسات المستقبلية للعلوم الشرعية واللغوية.

 

وقدمت الدكتورة دلال شطناوي والدكتورة سمر ربابعة الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة طيبة ورقة عمل مشتركة بعنوان "توظيف مهارات التفكير في فهم السنة النبوية" تحدثتا فيها عن بيان مفهوم مهارات التفكير وتوضيح دور بعضها في فهم السنة النبوية وتوجيهها، وكيفية تنمية مهارات التفكير وإعمال العقل في خدمة السنة النبوية وفهمها، وذلك من خلال بيان استخدام النبي عليه الصلاة والسلام لبعض هذه المهارات، ومعرفة مراد النبي صلى الله عليه وسلم من استخدامها، ولتحقيق هدف الدراسة تم استخدام المنهج الاستقرائي- الاستنباطي، الذي يقوم على دراسة المسألة، واستقراء النصوص المتعلقة بها، ومن ثم استخدم المنهج التحليلي وذلك لتحليل وفهم موضوع الدراسة، واستخلاص نتائجها، وبينت الدراسة أن المهارة عبارة عن تصور ذهني يهدف إلى جمع وحفظ وتحليل وتقييم المعلومات للوصول إلى نتائج معينة، وأن النبي عليه الصلاة والسلام قد استخدم في سننه القولية والفعلية العديد من المهارات مثل مهارة الأصالة، ومهارة الطلاقة، ومهارة الوصف، ومهارة تحمُّل المسؤولية، ومهارة استغلال الوقت، ومهارة التصنيف، ومهارة المرونة، ومهارة الاستنتاج، ومهارة حل المشكلات وغيرها من المهارات.

 

فيما قدم أستاذ قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد بن عبد الله الباتلي، ورقة علمية بعنوان "فِقْـهُ النَّـصِّ الحَـدِيْثِيِّ - رؤيـة استشرافـيـة " استوضح فيها أن أهمية البحث من أهمية موضوعه في ذاته، وهو مكانة السنة النبوية ومنزلة الحديث الشريف في الدلالة والحرية، وعليه فإنه تتجلى أهمية موضوع البحث، وأسباب اختياره، وأوصت الدراسة بضرورة العناية بالسنة وخدمتها، وكذا نشرها بكل الوسائل ومختلف الأساليب التقنية لأهل العلم في عصر تدفق المعلومات، وينبغي على الباحثين والمؤسسات والمراكز العلمية الاستفادة الجادة من التطور التقني، ولا سيما في نشر العلم الشرعي، وبالخصوص علم الحديث النبوي، وما يختص منه مستقبل النص الحديثي شكلاً ومضموناً، فيما يعود بالنفع العام والخاص على العباد والبلاد في الدنيا والآخرة من أمور الأخلاق والقيم، أو التوحيد والعقيدة، أو العبادات والشعائر، أو المعاملات والعقود، أو الآداب والأخلاق، وغيرها من الأمور السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والمناخية، ونحوها.

 

وقدم الأستاذ المشارك بقسم السُّنَّة في كلية الشريعة بجامعة القصيم الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل، ورقة "تنـزيل نصوص السُّنَّة على الواقع (ضوابط وآفاق)" تناول فيهت ستة محاور: وهي مفهوم تنـزيل نصوص السُّنَّة على الواقع، وفيه تعريف بمصطلحـات العنوان: (التَّنـزيل)، (النَّص)، (الواقع)، والـمحور الثاني: مناهج تنـزيل نصوص السُّنَّة، وفيه ذكر منهجين من مناهج للتنـزيل، هما: منهج التساهل في التَّنـزيل، ومنهج الاعتدال في التَّنـزيل، والـمحور الثالث: ضوابط تنـزيل نصوص السُّنَّة على الواقع، وفيه بيان للضوابط المتعلقة بنص السُّنَّة المراد تنـزيله، والضوابط المتعلقة بمن يُنَـزِّل نصوص السُّنَّة على الواقع، والضوابط المتعلقة بالواقع الـمُنَـزَّل عليه نص السُّنَّة، والضوابط المتعلقة بعملية التَّنـزيل، والـمحور الرابع: نماذج من التَّنـزيل الخاطئ لنصوص السُّنَّة، وفيه ذكر ثمانية نماذج للأحاديث؛ أخطأ المنزلون في تنـزيلها، والـمحور الخامس: الآثار المترتبة على سوء تنـزيل نصوص السُّنَّة، وفيه ذكر لعدد من الآثار السلبية المترتبة على هذا التَّنـزيل، والـمحور السادس: النظرة الاستشرافية لمستقبل تنـزيل نصوص السُّنَّة، وفيها بيان للخطوات العملية التي يُقترح اتباعها لتحقيق رؤية مستقبلية صحيحة لتنـزيل نصوص السُّنَّة.

 

وفي ختام الجلسة قدم الدكتور محمد إبراهيم حسن عثمان الأستاذ المساعد ورئيس قسم اللغويات بكلية اللغة العربية جامعة السلطان عبد الحليم معظم شاه الإسلامية العالمية بماليزيا، عن "أثر المعرفة اللغوية في فهم الأحاديث النبوية" حيث أظهر أهمية العلوم اللغوية في فهم الأحاديث النبوية، وإظهار دور مقاصد النحو العربي في فهم السنة النبوية وبيان المراد منها، وبيان أثر النحو في استنباط الأحكام الفقهية من الأحاديث النبوية، وهدف البحث إلى بيان أثر النظريات الحديثة (نظرية نحو النص نموذجا) في فهم الحديث النبوي، ومشكلة البحث أنه يدرس قضية من الأهمية بمكان وتتلخص في أنه نظرا لأن الحديث قِيل وكتب باللغة العربية، فلابد لفهمه من فهم أسرار اللغة وفهم طرائق العرب في كلامهم، ويتفرع عن هذا عدة أمور منها أثر الإعراب وغيره في فهم المراد من الحديث النبوي، ودور النظريات النحوية الحديثة في ذلك.

 

 

الجلسة السادسة

 

وأقيمت الجلسة السادسة والأخيرة في المؤتمر بعنوان "فقه النص الحديثي" رأسها أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة الدكتور عبد الله بن حمد السكاكر، حيث قدم أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة القاضي عياض بمراكش الدكتور عبد العاطي يقوتي عن "فقه النص الحديثي وعلاقته بالعلوم الإنسانية – علم الاجتماع الإسلامي أنموذجاً ـ" مبينا فيها اهتمام العلوم الإنسانية والتي تحظى باهتمام كبير من طرف المشتغلين بالبحث العلمي في شتى بقاع العالم، مما حتم على المسلمين ألا يكتفوا بمجرد الاستيراد لهذه العلوم دونما تمحيص، خاصة وأن لديهم من مصادر المعرفة ما يسعفهم في الانتقال من موقع الاستقبال إلى موقع الإرسال؛ إذ التفاعل مع الوحي قرآناً وسنة كفيل بإعادة الأمور إلى نصابها.

 

وتتلخص مشكلة البحث في كون مسلمي اليوم صاروا عالة على غيرهم في العلوم الإنسانية وخاصة علم الاجتماع، إذ يأتون بحلول لمشاكلهم من النظريات الاجتماعية الغربية، والتي هي وليدة عقيدة وثقافة معينة، قد لا تنسجم وعقيدة وثقافة المسلم، ومن هنا يأتي السؤال: ألا يمكن أن نجد في النص الحديثي حلولا للمشاكل الاجتماعية التي نعيشها؟ وهل استثمر بعض علماء المسلمين النص الحديثي حين تناولهم لقضايا علم الاجتماع؟.

 

وقدم أستاذ معهد العلوم الإسلامية بجامعة الشهيد حمّة لخضر بالوادي الجزائر الدكتور زتون خريف ورقة بعنون "مناسبات الكتب والأبواب والأحاديث من كتب الحديث"، أوضح فيها مناسبات الكتب والأبواب والأحاديث من كتب الحديث، وأثرها في تقريب فهم النص المروي، واستنباط الأحكام والهدايات منه، وقد جاءت هذه الدراسة في أربعة مباحث، اهتمّ أولها ببحث مناسبات ترتيب الكتب من كتب الحديث، وأثرها في فهم الحديث؛ بينما اختصّ المبحث الثاني ببحث مناسبات ترتيب الأبواب، وأثرها في فهم الحديث، في حين عَنِيَ المبحث الثالث بمناسبات التراجم (عناوين الأبواب) لأحاديث الأبواب، وأثرها في تسهيل فهم مضامينها؛ وأمّا آخر هذه المباحث، فقد تناول مناسبات ترتيب أحاديث الباب، وأثرها في فهم الحديث، وقد نوّهت الدراسة بفوائد الإلمام بهذا الموضوع، ومنها: بيان الارتباط الموضوعي بين الكتب والأبواب، في المصنفات الحديثية، وتسهيل الجمع بين الأحاديث المختلفة، والدلالة على النسخ فيها، وكذا فهم مضمون الباب الحديثيّ، وتسهيل الاستنباط من الحديث، والتدريب على التعامل الصحيح مع نصوص السنة النبوية.

 

وعرض الأستاذ المشارك نائب عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة كسلا الدكتور حاج حمد تاج السر حاج ورقة بحثية عن "مفهوم الجودة من خلال السنة النبوية" والذي يهدف هذا البحث إلى التعريف بالجودة كمصطلح معاصر وتطبيقاتها وميادينها من خلال نصوص السنة النبوية المشرفة، حيث يعرض الباحث للأحاديث الواردة في السنة ويربطها بمجالات الجودة التي وردت فيها، في العقيدة والعبادات والسلوك والبيوع والمعاملات، وتوصل الباحث إلى عدة نتائج أهمها، أن الجودة في السنة النبوية التزام شامل وكامل بقدر المستطاع بأداء الأعمال والأفعال بشكل صحيح، مع التحسين المستمرة مدى الحياة في كافة مجالات الحياة، وقدم الباحث بعض التوصيات أهمها التوصية بإدخال الجودة في مناهج الجامعات.

 

 ومن جانبه قدم أستاذ القانون الإداري والدستوري بكلية العلوم والدراسات الإنسانية قسم القانون جامعة شقراء الدكتور إكرامي بسيوني عبد الحي خطاب، ورقة بحثية بعنوان "الاستفادة من النصوص الحديثية في سن النصوص القانونية"، حيث أوضح أن الله تعالى أرسل المصطفي بالهدى ودين الحق ليبين للناس شريعة الإسلام ويهدى البشرية إلى نور الحق ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ولقد حوت النصوص الحديثية عن النبي العديد من القواعد والمبادئ التي يمكن الاستفادة منها في مجال وضع وصياغة النصوص القانونية، ولعل الربط بين النصوص الحديثية كنصوص شرعية، والنصوص القانونية كنصوص وضعية هي فكرة مستحدثة يحاول فيها الباحث أن يؤكد على إمكانية الربط بين النصين مع سمو وعلو النص الحديثي النبوي الشريف على النص القانوني الوضعي.

 

ومع المحافظة على قدسية النص الحديثي وتبعية النص القانوني الوضعي القابل للتغير والتعديل تبعاً للظروف والمتغيرات المعاصرة، يمكن أن يكون الربط بين النصين منطقياً، وحول آلية الربط والاستفادة بين النص الحديثي والنص القانوني، تدور عبارات وصفحات هذا البحث، وناقش الباحث خلال هذه الورقة العلمية " النص الحديثي والنص القانوني" للتعريف بالنص الحديثي والنص القانوني وآلية الربط المقترحة بين النصين وحدود هذا الربط.

 

وشارك أستاذ الحديث الشريف قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة حائل الدكتور سليمان بن عبد الله السيف بورقته العلمية عن "تنزيل الأحاديث النبوية على الواقع "آفاق وضوابط"، إذ تلخص هذا البحث في الإشارة إلى بعض المجالات التي يمكن للباحث أن ينزل عليها نصوص السنة النبوية، مثل (العلوم العصرية، والفتن والملاحم وأشراط الساعة، والقيم الحضارية)، مع التفصيل في الضوابط العلمية المستمدة من الكتاب والسنة ومنهج أهل العلم في مجال التنزيل على "الفتن والملاحم وأشراط الساعة"، والتي تضمن أن يكون تنزيل نصوص السنة بعيدا عن الخطأ والانحراف وأقرب إلى الصواب، وقد شملت هذه الضوابط أركان عملية التنزيل، وهي (النص المنزّل، ومنهج التنزيل، والواقع المنزّل عليه، والقائم بعملية التنزيل).

 

واستعرض أستاذ النحو والصرف المشارك قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة جازان الدكتور علي نجار محمد حسن ورقته العلمية " سَبْرُ أغْوارِ النُّفُوسِ وتَرْبِيَتُها في الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف" رؤيةٌ استشرافيّةٌ في ضوءِ نحوِ النَّص"، حيث لم يتوقف تشريع النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ للناس عند ماضيهم، أو حاضرهم الذي عاشه معهم فحسب، وإنما امتدَّ ذلك إلى مستقبل البشرية جمعاء، واستشراف ذلك المستقبل استشرافاً يَسْبِرُ غَوْرَ النفس البشرية، ويعمل على تربيتها، لا سيما في الجانب الاجتماعي، بل في خصيصةٍ فطرية لدى البشر، ألا وهي الميل الجنسي، حيث يدرس البحث استشراف السُّنة لهذا الميل الفطري ومعالجته من خلال حديثٍ واحدٍ يُشيرُ إلى غيرِه؛ وهو قوله ــ عليه الصلاة والسلام ــ لمن سأل عن الاستئذان على أمه:"... أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا عُرْيَانَةً؟!..."، وتأتي دراسة هذا الاستشراف في ضوء نظرية نحوية حديثة؛ ألا وهي نظرية (نحو النص) التي تقوم على سبعة معايير؛ هي ( السَّبْكُ ــ الحَبْكُ ــ القَصْدِيَّةُ ــ المَقْبُولِيَّةُ ــ التَّناصِّيَّة ــ المَقامِيَّةُ ــ الإِعْلَامِيَّةُ).

 

وفي ختام الجلسة قدم الأستاذ المشارك في قسم السنة وعلومها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة الدكتور متعب بن سالم الخمشي ورقة علمية بعنوان "الدراسة المصطلحية لمتون السنة النبوية الرؤية والمنهج" حيث  تمثل الدراسة المصطلحية للعلوم بوجه عام توجهاً ثرياً للباحثين في العصر الحاضر، أما على وجه الخصوص فإنه ينبغي أن يكون له حظٌ وافرٌ في الدراسات الشرعية،  ولئن كانت الغاية من تنزيل الوحي البيان والفهم، فإن من أساسيات ذلك فهم المصطلحات الواردة في لسان الشرع، وذلك حديث ينطبق تماماً على وحي السنة؛ فلا طريق لفهم ما ورد فيها إلا بفهم المصطلحات الدائرة على اللسان النبوي وتحليل معانيه من جهات متعددة مناسبة، من أجل ذلك يأتي هذا البحث للحديث عن الدراسة المصطلحية لمتون السنة النبوية تأصيلاً وتطبيقاً، وذكرِ بعض ما يُمكن أن يُسهم في رسم مسار البحث فيها.

17 يناير 2019

اقرأ أيضًا: