مسابقات الرياضات الذهنية بالنادي الصيفي بالجامعة تكتشف 8 مواهب من أصحاب القدرات العالية
العقل الذي وهبه الله تعالى للإنسان هو أهم ما يميزه عن غيره من المخلوقات، و"الاستثمار في العقول" أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه أهم أنواع الاستثمارات في عصرنا الحاضر وأنفعها على الإطلاق، فهو الذي يصنع الفارق بين مجتمع وأخر، وبين دولة وأخرى، ولم تعد محاولات استقطاب المخترعين والخبراء من خلال الحوافز والمزايا من دول كبرى خافية على أحد، فالعقول المبتكرة المبدعة هي أساس نهضة وتقدم الأمم، واكتشاف هذه العقول وتنمية مهاراتها وصقلها هي من بين الخطوات الأولى في ارتقاء المجتمعات وبناء الدول المتقدمة.
ومن هذا المنطلق، وتماشيا مع رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتماما كبيرا لبناء الإنسان السعودي على كافة الأصعدة، وسعيا منها لاكتشاف المبدعين والموهوبين وأصحاب القدرات الذهنية العالية، فقد عملت الجامعة، ممثلة في النادي الصيفي الثاني الذي أقيم بالصالة الرياضية بالمدينة الجامعية خلال الإجازة الصيفية، على تنفيذ برنامجا نوعيا مميزا يقوم على اكتشاف الموهوبين من خلال عدة مسابقات في مجال الرياضات الذهنية (رياضات العقل)، ولذ فلم تقتصر الفعاليات التي أطلقها النادي الصيفي في نسخته هذا العام، على المسابقات الرياضية والثقافية والترفيهية، بل امتدت لتنمية القدرات والمهارات العقلية والإبداعية لأعضاء النادي، بهدف تنمية المهارات الذهنية والتفكير المنطقي، بالإضافة إلى زيادة التركيز واسترجاع المعلومات وغيرها.
برنامج الرياضات الذهنية صممه وبناه متخصصون في مجال الموهبة، وتم عرضه على خبراء في جامعات رائدة في الولايات المتحدة الأمريكية لضمان فاعليته وجودته ومناسبته للفئات العمرية المستهدفة، وبدأ البرنامج بإقامة عدد من الاختبارات الاستكشافية غير الرسمية بهدف التعرف على ذوي القدرات العقلية العالية، حيث يتكون كل اختبار من مسائل رياضية مختلفة في عملياتها مع مسائل ذهنية غير رياضية ذات مستويات مختلفة حسب العمر والمرحلة.
واشتمل البرنامج الذي نفذه النادي الصيفي على ثلاث مراحل لثلاثة مستويات عمرية مختلفة من عمر ٩ سنوات حتى ١٨ سنة وهي: مستوى الشباب المتمثل في طلاب المرحلة الثانوية، ومستوى الفتيان ويتكون من طلاب المرحلة المتوسطة، ومستوى الأشبال ويضم طلاب رابع حتى سادس ابتدائي، بحيث يقوم المشارك في المرحلة الأولى بحل ٢٠ عملية لكل عملية ١٠ ثواني فقط، وعليه الحصول على ١٥ درجة صحيحة من أصل ٢٠ درجة لكي يتأهل للمرحلة التالية.
وقد شارك في المرحلة الأولى ٥٩٢ مشارك من المستويات الثلاثة وتأهل للمرحلة الثانية ١٢٢ مشارك، ثم تأهل منهم للمرحلة الثالثة 44 طالب، وتمكن ٨ مشاركين منهم اجتياز المرحلة الثالثة بنجاح من مختلف الفئات العمرية على النحو التالي: (مستوى الشباب مشاركين اثنين، ومستوى الفتيان ثلاثة مشاركين، ومستوى الأشبال ثلاثة مشاركين)، حيث تم تكريم الطلاب الفائزين من قبل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم.
من جانبه، أكد المشرف على البرنامج أمين عام النادي الصيفي بجامعة القصيم الدكتور محمد العجلان، أن النتائج التي أسفر عنها البرنامج كانت بمثابة النتائج الاستكشافية إلى أن تم تأكيدها من خلال عدد من الدلائل كمعرفة المستوى الأكاديمي للمشاركين ومقابلة أولياء أمور الطلبة المتأهلين وكذلك المشرفين عليهم من خلال توجيه مجموعة من الأسئلة لهم، بالإضافة إلى استخدام عدد من المقاييس للتعرف على مواهب الطلاب وقدراتهم.
وأوضح "العجلان" أن دور الجامعة، ممثلة في عمادة شؤون الطلاب، لن يقتصر على انتقاء الطلبة المؤهلين والتعرف على أصحاب القدرات الذهنية العالية، بل إنها ستعمل على تطوير وتأهيل الفائزين والمؤهلين خلال الفترة القادمة وفق برامج متعددة من خلال إدارة الموهبة والابتكار التابعة لعمادة شؤون الطلاب والتي يقودها متخصصون في مجال الموهبة لتأهيل هؤلاء الموهوبين ليكونوا قادرين على رفع اسم الجامعة والمنطقة والمملكة العربية السعودية بالمحافل المحلية والدولية.
06 أغسطس 2019
اقرأ أيضًا: